أصيب السبع يوماً بحالة من الجنون، وكان من الصعب أن يتحكّم أحد بتصرفاته أو يتنبّأ بخططه والأماكن التي يربض فيها متربّصاً. وصادف يوماً وجهاء البلدة وهم يهمّون لمغادرة البلدة في طريقهم الى بلاد العجم للتسوّق والمتاجرة وممارسة المتع التي يصعب تواجدها في البلدة الصغيرة.
كان الدبّ مختار البلدة الذي لا يردّ له طلب، وقد اصطحب معه ثلّة من كلاب الحراسة. وما أن شاهد السبع يحدّق والشرر يتقادح من عينيه حتّى أطلق في مواجهته الكلاب المسعورة. بيد أنّ السبع مزّقها على عجل، ثمّ انقض على الدبّ وبقي ينهش أطرافه ويقفز فوق ظهره حتّى سقط أخيراً جثّة هامدة. أصيب الذئب وكان حكيم القرية بالهلع، قال للسبع متوسّلاً: لقد تركت في البلدة أملاكاً لا تُحْصى، خذ كلّ ما أملك ودعني أغادر المكان بأمان، وأعدك بأنّ قدمي لن تطأ هذه البلاد ثانية. زمجر السبع وقال: أنا الوريث الوحيد لجميع أملاكك، وحتّى تنفّذ الوصية لا بدّ من وجود جثّة. مزّق السبع الذئب وشعر بأنّ الجوع أخلى سبيل معدته أخيراً. عندها تقدّم الأرنب وانحنى أمام السبع محيّياً ثم قال فَرِحاً: أخيراً حضر من يخلّصنا من عبث المختار وجشع من يدّعي الحكمة. أطال الله في عمر سيدي السبع، البلدة كلّها تقسم باسمك، وستكون الآمر الناهي ليلاً ونهاراً، صيفاً وشتاءً.
طرب السبع حين سمع تلك الكلمات، ومنذ ذلك اليوم، تمكّن الأرنب من السيطرة عليه وترويض عنفوانه.
منذ ذلك اليوم، أصبح الأرنب في واقع الحال، رجل البلدة الأول