باريس (ا ف ب) - تفيد دراسة تنشرها مجلة نايتشر جيوساينس (علوم الارض) الاثنين ان الفترات الفاصلة قد تكون اقصر مما كان يعتقد حتى الآن بين حدوث زلزالين مصحوبين بامواج مد بحري (تسونامي) كتلك التي اجتاحت شرق البحر المتوسط في العام 365 بعد الميلاد.
وافادت الدراسة التي تستند الى دراسات احدث حول حركة صفائح قشرة الارض في منطقة البحر المتوسط ان مثل هذه الاحداث يمكن ان تقع كل 800 سنة وليس كل خمسة آلاف كما كان يعتقد.
وبينت الابحاث الجديدة وفق معدي الدراسة وجود دور لاحد الصدوع كان مغفلا حتى الان في الزلزال الكبير الذي دمر الاسكندرية وتسبب بقتل الالاف من سكان المناطق الساحلية الممتدة بين منطقة دلتا النيل ومدينة دوبروفنيك الحالية في كرواتيا على البحر الادرياتيكي.
كان علماء الزلازل يعتقدون حتى الان ان مركز الزلزال يقع تحت جزيرة كريت اليونانية عند منطقة تصادم بين صفيحتين وحيث تتداخل صفيحة تحت أخرى اقل منها كثافة.
لكن معدي الدراسة برئاسة البروفسور بيث شو من جامعة كمبريدج البريطانية يعتقدون ان مركز الهزة على صدع موجود في الصفيحة الاعلى.
وعبر اعادة تكوين الزلزال والمد البحري العالي الناجم عنه خلص الباحثون الى انه وقع عند صدع بطول نحو مائة كيلومتر يتجه نحو الشمال الشرقي بزاوية 30 درجة انطلاقا من الصدع الهلليني وحتى عمق 45 كيلومترا.
ويعتقد ان هذا الصدع كان قادرا على التسبب مرة كل خمسة الاف سنة بزلازل مصحوبة بتسونامي "نادرة وانما قوية جدا".
واذا تكررت هذه الاحداث على طول الصدع الهلليني (يعتقد ان زلزالا نجم عنه تسونامي حصل بالقرب من رودس في 1303) يمكن ان تحدث في منطقة شرق المتوسط زلازل قوية مصحوبة بتسونامي كل 800 سنة حسب الباحثين.
وقال الباحثون ان "عدم تسجيل سوى زلزال مصحوب بتسونامي مرة واحدة في 1303 خلال 1650 سنة ينبغي ان يلفت انتباهنا الى الخطر القائم لتشكل تسونامي في شرق المتوسط".
ويؤكدون ان تكرار حدوث زلزال مثل الذي حدث سنة 365 "قد تكون له نتائج مدمرة على المناطق الساحلية في المتوسط والتي ترتفع فيها الكثافة السكانية".
ووجه خبراء من الدول المجاورة نداءات عدة. وتم في 2005 تشكيل مجموعة حكومية للتنسيق لوضع نظام انذار سريع من تسونامي في البحر المتوسط بمبادرة من لجنة دراسة المحيطات الدولية التابعة لمنظمة اليونيسكو.
الثلاثاء مارس 11, 2008 5:41 pm