ادلب - طرطوس - شام برس... بحضور المحافظ والمحامي العام وقيادات محلية ووسط اجواء حزينة وبحضورشعبي كثيف استمرت حتى منتصف الليل في مشفى ادلب عملية تسليم جثث الضحايا للاهالي بعد يوم عصيب خسرت فيه المحافظة ثلاثة وعشرين من خيرة شبابها قضوا في حادث بشع وهم في طريقهم الى طرطوس شباب في عمر الربيع قضوا في رحلة ظنوا انها للترفيه ولم يعرفوا انها رحلة الى العالم الاخر وكان محيط المشفى الوطنى ومركز الطبابة الشرعية شهد منذ مابعد الظهر وخلال ساعات المساء تجمعات شعبية حزينة حيث خيم الموت والبؤس على اجواء المدينة التي فجعت بكوكبة من خيرة شبابها فقد توفي /26/ شخصاً وأصيب /34/ آخرون تسعة منهم في حالة خطرة جراء انقلاب حافلة ركاب سياحية بولمان بالقرب من قرية بحنين في منطقة الشيخ بدرمتوجهة من إدلب باتجاه طرطوس. وذكرت مصادر شرطة طرطوس أن سبب الحادث يعود لتعطل مكابح البولمان ماأدى إلى خروجه عن الطريق واصطدامه بأحد المنازل . وتم إسعاف المصابين إلى مشفى الباسل في طرطوس. وقال مصدرفي مديرية التربية إن ركاب الحافلة جميعهم من طلاب المرحلة الثانوية في مدرسة تقانة الحاسوب في إدلب وان اعمارهم تتراوح مابين الخامسة عشر والثامنة عشر وأنهم ذهبوا إلى طرطوس في رحلة ترفيهية واستطلاعية .وعلم ان ضحايا الرحلة 23 قتيلا وضحايا المنزل الذي اصيب في منطقة طرطوس ثلاثة وان جرحى الرحلة 32 وبعضهم في حالة حرجة وهم ( أحمد فيدان ورياض شيخون وطارق يازجي ومحمد سيد علي وعبد القادر شيخ ديب وأحمد حاج حسن و مصطفى عوض ومحمد أحمد) وجرحى المنزل اثنين وزود الطبيب الشرعي المناوب في مركز الطبابة الشرعية في ادلب د .نجيب كلاوي شام برس باسماء الضحايا وهم : من بلدة سرمين سامر طه محلول وشقيقه عامر طه محلول وثائر الموحد ومن معرتمصرين احمد حيدر وشقيقه رامي حيدر ويوسف بيطار وشقيقه محمد بيطار وعلاء عاشوري وماهر بدلة وعمار القاضي ومحمد نصري حيدر ومن ادلب اسامة ضعضع ويحيى اسود وغياث نداف ومن اريحا مصطفى بعاج وعبيدة سماق وعدنان قزموز ومن دركوش احمد الخال ومن جسر الشغور همام بكرجان ومحمد نور حداد ابو خنجر ومن طعوم يوسف حاج يوسف ومن المسطومة مصطفى الطه ومن الفوعة احمد حاج حسن ومدير المدرسة غياث شاقول وقال الدكتور كلاوي ان هناك تسعة حالات حرجة في مشفى طرطوس وقال مدير صحة ادلب د .بهيج دويدري ان القيادات المحلية في المحافظة شكلت غرفة عمليات لمتابعة هذه الكارثة وتأمين كافة المستلزمات التي تتطلبها وقد جرى استنفارالجهاز الطبي في المحافظة وبدأت ليلا بعض عمليات دفن الضحايا في بلدات معرتمصرين والفوعة واريحا على ان تستكمل عمليات الدفن صباحا ..وكانت مدينةادلب تستعد لاقامة المهرجان الكبيرللاحتفالا بعودة ناديها امية الى اضواء دوري المحترفين حيث تجمع الالاف في الملعب الكبيرلهذا الغرض ولكن خبر الفاجعة قلب الصورة راسا على عقب وحول الفرح الى مأساة مؤلمة ومن طرطوس كتب الزميل اياد خليل : زارت شام برس مشفى الباسل بطرطوس وفي البداية كان هناك ممانعة من العميد معاون قائد شرطة طرطوس والنقيب المرافق له الذي رفض منحنا أي معلومة او الحصول على أي معلومة في المشفى وقال أن إعطاء المعلومات محصور بقائد الشرطة حصراً( إلى متى نبقى بهذه العقلية في التعاطي مع الإعلام وحتى الأطباء منعونا من التصوير خوفاً من الشرطة) ولكن بعض الأصدقاء ساعدونا وحصلنا من مكتب القبول على عدد الضحايا و الجرحى حتى الساعة التاسعة من يوم الجمعة فقد كان (24) قتيل بينهم واحد من أهل قرية بحنين وهو صاحب المنزل الذي سقط البولمان بداخله ويدعى(ماهر إبراهيم علي 27 عاما وهو ثاني شخص يموت في هذا المنزل وبنفس الطريقة حيث انه من عامان سقطت شاحنة على المنزل)أما الجرحى فبلغ عددهم 36 جريح وفي تصريح ل شام برس أكد الدكتور أحمد من المشفى أن الجرحى إصاباتهم متفاوتة ولايمكن التأكد من وضعهم قبل (24)ساعة وبعضهم في مرحلة الخطر.يشار إلى أن الحادث وقع في قرية بحنين أثناء قدوم الباص من مصياف باتجاه طرطوس وبسبب عدم معرفة السائق بالطريق وتفاجئه ب(كوع قاسي)تعرض للتزحلق بسبب الأمطار وسقط فوق منزل المواطن (ماهر إبراهيم علي)الذي انطبق سقف الغرفة التي كان يجلس فيها عليه وأدى لموته فورا وموت العشرات من الطلبة فوراً.الشرطة فرضت طوقاً على المشفى ومنعت الدخول والخروج إليه وبتمام الساعة السابعة تم استدعاء سيارات الإسعاف من اللاذقية وطرطوس وبانياس ونقلت الجثث إلى ادلب بمواكبة أمنية .كما صرحت بعض المصادر لشام برس أن الجهات المعنية في ادلب منعت الأهالي من القدوم إلى طرطوس خوفاً على سلامتهم نتيجة وعورة الطريق بين ادلب والمنطقة الساحلية والأحوال الجوية السائدة وتجنباً لأية مواقف تحدث في المشفى,وخلال وجودنا في المشفى حضر قاضي التحقيق في طرطوس وشرع بإجراء التحقيقات الأولية لوضع تصور أولي لما جرى.يذكر أن اتوستراد طرطوس اللاذقية شهد خلا ل العاميين المنصرمين العشرات من حوادث السير وبخاصة البولمانات التي ذهب ضحيتها العشرات من القتلى والجرحى وخسائر قدرت بالملايين وكانت الأسباب المشتركة بين هذه الحوادث عدم التقيد بحدود السرعة وعدم التمهل عند المنعطفات وعدم التقيد بالسلامة المرورية من حيث ربط الحزام والتجاوز الخاطئ للمركبات وعدم ترك مسافات أمان بين المركبات وهناك نقطة هامة وهي القيادة لمسافات طويلة ولأكثر من رحلة في اليوم لسائقي البولمانات (اغلب حوادث البولمانات ناجمة عن نوم السائق للحظة تكون حاسمة)وهناك الحمولة الزائدة وخاصة في حادث اليوم (هناك مايقارب العشرين شخص زيادة عن حمولة الباص فضلاً عن الاطارت البالية للكثير من الباصات والتي لاتبدل والاهم من ذلك كله سوء تنفيذ شبكة الطرق- ترقيع الإسفلت بشكل عشوائي وعدم صيانة الطرق. وارتفع عدد قتلى حوادث المرور في سورية حسب الإحصاءات الرسمية, بنسبة (100%) وسجل العام 2006 زيادة في حوادث السير ووصل عدد الوفيات إلى 3 آلاف شخص تقريبا وبلغ عدد الحوادث 21.9 ألف حادث. وازداد العدد العام 2007 إلى الضعف مايطرح سؤالا حول الإجراءات الرسمية للحد من الحوادث بدءا بمنح الشهادة إلى الرقابة على الطرقات والدور الذي لاتمارسه الشرطة في الرقابة على إجراءات السلامة الطرقية وعلى الآليات ومدى أهلية السائقين لممارسة القيادة ومدى أهلية الطرقات.
السبت مارس 15, 2008 4:07 pm